} متعلق بقوله :﴿ وَلاَ تُطِعِ ﴾ يعني ولا تطعه مع هذه المثالب، لأن كل ذا مال. أي : ليساره وحظه من الدنيا. ويجوز أن يتعلق بما بعده على معنى : لكونه متمولاً مستظهراً بالبنين كذب آياتنا ولا يعمل فيه ﴿ قَالَ ﴾ الذي هو جواب إذا، لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله، ولكن ما دلت عليه الجملة من معنى التكذيب. وقرىء :( أأن كان ) ؟ على الاستفهام على : إلا لأن كان ذا مال وبنين، كذب. أو أتطيعه لأن كان ذا مال. وروى الزبيري عن نافع : إن كان، بالكسر والشرط للمخاطب، أي : لا تطع كل حلاف شارطاً يساره، لأنه إذا أطاع الكافر لغناه فكأنه اشترط في الطاعة الغنى، ونحو صرف الشرط إلى المخاطب صرف الترجي إليه في قوله تعالى :﴿ لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ ﴾ ( طه : ٤٤ ) الوجه : أكرم موضع في الجسد، والأنف أكرم موضع من الوجه لتقدمه له، ولذلك جعلوه مكان العز والحمية، واشتقوا منه الأنفة. وقالوا الأنف في الأنف، وحمى أنفه، وفلان شامخ العرنين. وقالوا في الذليل : جدع أنفه، ورغم أنفه، فعبر بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة، لأن السمة على الوجه شين وإذالة، فكيف بها على أكرم موضع منه، ولقد :
( ١٢١٩ ) وسم العباس أباعر في وجوهها، فقال له رسول الله ﷺ : زأكرموا الوجوه ) فوسمها في جواعرها وفي لفظ ( الخرطوم ) استخفاف به واستهانة. وقيل معناه : سنعلمه يوم القيامة بعلامة مشوهة يبين بها عن سائر الكفرة، كما عادى رسول االله ﷺ عدارة بأن بها عنهم. وقيل : خطم يوم بدر بالسيف فبقيت سمة على خرطومه. وقيل : سنشهره بهذه الشتيمة في الدارين جميعاً، فلا تخفى، كما لا تخفى السمة على الخرطوم. وعن النضر بن شميل : أن الخرطوم الخمر، وأن معناه : سنحده على شربها وهو تعسف. وقيل للخمر : الخرطوم، كما قيل لها : السلافة. وهي ما سلف من عصير العنب. أو لأنها تطير في الخياشيم.
! ٧ < { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُواْ عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ