% ( وَالْعِيرُ يُرْهِقُهَا الْغُبَارُ وَجَحْشُهَا % يَنْقَضُّ خَلْفَهُمَا انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ ) %
وقال أوس بن حجر :% ( وَانْقَضَّ كَالدُّرِّيِّ يَتْبَعُه % نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالهُ طُنُبَا ) %
وقال عوف بن الخرع :% ( يَرُدُّ عَلَيْنَا الْعِبرَ مِنْ دُونِ إلْفِه % أَوِ الثَّوْرَ كَالدُّرِّىِّ يَتْبَعُهُ الدَّمُ ) %
ولكن الشياطين كانت تسترق في بعض الأحوال، فلما بعث رسول الله ﷺ : كثر الرجم وزاد زيادة ظاهرة ؛ حتى تنبه لها الإنس والجن، ومنع الاستراق أصلاً. وعن معمر : قلت للزهري : أكان يرمي بالنجوم في الجاهلية ؟ قال : نعم. قلت : أرأيت قوله تعالى :﴿ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ ﴾ فقال : غلظت وشدد أمرها حين بعث النبي ﷺ. وروى الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما :
( ١٢٣٣ ) بينا رسول الله ﷺ جالس في نفر من الأنصار إذ رمى بنجم فاستنار، فقال : ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية ؟ فقالوا : كنا نقول : يموت عظيم أو يولد عظيم. وفي قوله :﴿ مُلِئَتْ ﴾ دليل على أن الحادث هو المل والكثرة، وكذلك قوله :﴿ نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ ﴾ أي كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب، والآن ملئت المقاعد كلها، وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله ﷺ واستمعوا قراءته.
! ٧ < ﴿ وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى الاٌّ رْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ﴾ > ٧ !
< < الجن :( ١٠ ) وأنا لا ندري..... > > يقولون : لما حدث هذا الحادث من كثرة الرجم ومنع الاستراق، قلنا : ما هذا إلا لأمر أراده الله بأهل الأرض، ولا يخلو من أن يكون شراً أو رشداً، أي : خيراً، من عذاب أو رحمة، أو من خذلان أو توفيق.