الله وحده ؛ وتقديم اسمه عز وجل مبتدأ مبنياً عليه يقدّر : هو الدال على معنى الاختصاص بالتقدير ؛ والمعنى : إنكم لا تقدرون عليه، والضمير في ﴿ لَّن تُحْصُوهُ ﴾ لمصدر يقدّر، أي علم أنه لا يصح منكم ضبط الأوقات ولا يتأتى حسابها بالتعديل والتسوية، إلا أن تأخذوا بالأوسع للاحتياط : وذلك شاق عليكم بالغ منكم ﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾ عبارة عن الترخيص في ترك القيام المقدّر. كقوله :﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ ﴾ ( البقرة : ١٨٧ ) والمعنى : أنه رفع التبعة في تركه عنكم، كما يرفع التبعة عن التائب. وعبر عن الصلاة بالقراءة ؛ لأنها بعض أركانها، كما عبر عنها بالقيام والركوع والسجود يريد : فصلوا ما تيسر عليكم، ولم يتعذر من صلاة الليل ؛ وهذا ناسخ للأوّل، ثم نسخا جميعاً بالصلوات الخمس. وقيل هي قراءة القرآن بعينها ؛ قيل : يقرأ مائة آية ومن قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجه القرآن، وقيل : من قرأ مائة آية كتب من القانتين. وقيل : خمسين آية. وقد بين الحكمة في النسخ. وهي تعذر القيام على المرضى، والضاربين في الأرض للتجارة، والمجاهدين في سبيل الله. وقيل : سوّى الله بين المجاهدين والمسافرين لكسب الحلال. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
( ١٢٤١ ) أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً، فباعه بسعر يومه : كان عند الله من الشهداء. وعن عبد الله بن عمر : ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إليّ من أن أموت بين شعبتي رجل : أضرب في الأرض أبتغى من فضل الله. و ﴿ عَلِمَ ﴾ استئناف على تقدير السؤال عن وجه النسخ ﴿ وَأَقِيمُواْ الصَّلَواةَ ﴾ يعني المفروضة والزكاة الواجبة وقيل : زكاة الفطر ؛ لأنه لم يكن بمكة زكاة. وإنما وجبت بعد ذلك. ومن فسرها بالزكاة الواجبة جعل آخر السورة مدنيا ﴿ وَأَقْرِضُواُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾ يجوز أن يريد : سائر الصدقات وأن يريد : أداء الزكاة على أحسن وجه : من إخراج أطيب المال وأعوده على الفقراء، ومراعاة النية وابتغاء وجه الله، والصرف إلى المستحق، وأن يريد : كل شيء يفعل من الخير مما يتعلق بالنفس والمال ﴿ خَيْرًا ﴾ ثاني مفعولي وجد. وهو فصل. وجاز وإن لم يقع بين معرفتين. لأنّ أفعل من