( وسلاسلا )، بالتنوين. وفيه وجهان : أحدهما أن تكون هذه النون بدلا من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف. والثاني : أن يكون صاحب القراءة به ممن ضري برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الاٌّ بْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ﴾ > ٧ !
< < الإنسان :( ٥ ) إن الأبرار يشربون..... > > ﴿الاٌّ بْرَارَ ﴾ جمع برّ أو بارّ، كرب وأرباب، وشاهد وأشهاد. وعن الحسن : هم الذين لا يؤذون الذرّ والكأس : الزجاجة إذا كانت فيها خمر، وتسمى الخمر نفسها : كأساً ﴿ مِزَاجُهَا ﴾ ما تمزج به ﴿ كَافُوراً ﴾ ماء كافور، وهو اسم عين في الجنة ماؤها في بياض الكافور ورائحته وبرده. و ﴿ عَيْناً ﴾ بدل منه. وعن قتادة : تمزج لهم بالكافور وتختم لهم بالمسك. وقيل : تخلق فها رائحة الكافور وبياضه وبرده، فكأنها مزجت بالكافور. و ﴿ عَيْناً ﴾ على هذين القولين : بدل من محل ﴿ مِن كَأْسٍ ﴾ على تقدير حذف مضاف، كأنه قيل : يشربون فيها خمراً خمر عين. أو نصب على الاختصاص. فإن قلت : لم وصل فعل الشرب بحرف الابتداء أوّلاً، وبحرف الإلصاق آخراً ؟ قلت : لأنّ الكأس مبدأ شربهم وأوّل غايته ؛ وأما العين فبها يمزجون شرابهم فكان المعنى : يشرب عباد الله بها الخمر، كما تقول : شربت الماء بالعسل ﴿ يُفَجّرُونَهَا ﴾ يجرونها حيث شاؤا من منازلهم ﴿ تَفْجِيرًا ﴾ سهلا لا يمتنع عليهم ﴿ يُوفُونَ ﴾ جواب من عسى، يقول : ما لهم يرزقون ذلك، والوفاء بالنذر مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات ؛ لأنّ من وفي بما أوجبه هو على نفسه لوجه الله كان بما أوجبه الله عليه أوفي ﴿ مُسْتَطِيراً ﴾ فاشياً منتشراً بالغاً أقصى