قولهم : جارية معصوبة الخلق ومجدولته ﴿ وَإِذَا شِئْنَا ﴾ أهلكناهم و ﴿ بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ ﴾ في شدّة الأسر، يعتى : النشأة الأخرى. وقيل : معناه : بدلنا غيرهم ممن يطيع. وحقه أن يجيء بإن، لا بإذا، كقوله :﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾ ( محمد : ٣٨ )، ﴿ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ﴾ ( النساء : ١٣٣ ).
! ٧ < ﴿ إِنَّ هَاذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ > ٧ !
< < الإنسان :( ٢٩ - ٣١ ) إن هذه تذكرة..... > > ﴿ هَاذِهِ ﴾ إشارة إلى السورة أو إلى الآيات القريبة ﴿ فَمَن شَآءَ ﴾ فمن اختار الخير لنفسه وحسن العاقبة واتخاذ السبيل إلى الله عبارة عن التقرب إليه والتوسل بالطاعة ﴿ وَمَا ﴾ الطاعة ﴿ تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ ﴾ بقسرهم عليها ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً ﴾ بأحوالهم وما يكون منهم ﴿ حَكِيماً ﴾ حيث خلقهم مع علمه بهم. وقرىء ( تشاؤن ) بالتاء. فإن قلت : ما محل ( أن يشاء الله ) ؟ قلت النصب على الظرف، وأصله : إلا وقت مشيئة الله، وكذلك قراءة ابن مسعود : إلا ما يشاء الله ؛ لأنَّ ( ما ) مع الفعل كأن معه ﴿ يُدْخِلُ مَن يَشَاء ﴾ هم المؤمنون ونصب ﴿ وَالظَّالِمِينَ ﴾ بفعل يفسره. أعدّ لهم، نحو : أو عد وكافأ، وما أشبه ذلك قرأ ابن مسعود : وللظالمين، على : وأعدّ للظالمين وقرأ ابن الزبير : والظالمون على الابتداء، وغيرها أولى لذهاب الطباق بين الجملة المعطوفة والمعطوف عليها فيها، مع مخالفتها للمصحف.

__________


الصفحة التالية
Icon