وقال أبو العلاء :% ( حَمْرَاءُ سَاطِعَةُ الذَّوَائِبِ في الدُّجَى % تَرْمِى بِكلِّ شَرَارَةٍ كَطِرَافِ ) %
فشبهها بالطراف وهو بيت الأدم في العظم والحمرة، وكأنه قصد بخبثه : أن يزيد على تشبيه القرآن ولتبجحه بما سوّل له من توهم الزيادة جاء في صدر بيته بقوله ( حمراء ) توطئة لها ومناداة عليها، وتنبيها للسامعين على مكانها، ولقد عمي : جمع الله له عمى الدارين عن قوله عز وعلا، كأنه جمالات صفر ؛ فإنه بمنزلة قوله : كبيت أحمر ؛ وعلى أن التشبيه بالقصر وهو الحصن تشبيها من جهتين : من جهة العظم، ومن جهة الطول في الهواء، وفي التشبيه بالجمالات وهي القلوس : تشبيه من ثلاث جهات : من جهة العظم والطول والصفرة، فأبعد الله إغرابه في طرافه وما نفخ شدقيه من استطرافه.
قرىء بنصب ( اليوم ) ونصبه الأعمش، أي : هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ، ويوم القيامة طويل ذو مواطن ومواقيت : ينطقون في وقت ولا ينطقون في وقت ؛ ولذلك ورد الأمران في القرآن. أو جعل نطقهم كلا نطق ؛ لأنه لا ينفع ولا يسمع ﴿ فَيَعْتَذِرُونَ ﴾ عطف على ﴿ يُؤْذَنُ ﴾ منخرط في سلك النفي. والمعنى : ولا يكون لهم إذن واعتذار متعقب له، من غير أن يجعل الاعتذار مسبباً عن الإذن ولو نصب لكان مسبباً عنه لا محالة.
! ٧ < ﴿ هَاذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالاٌّ وَّلِينَ * فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ > ٧ !
< < المرسلات :( ٣٨ - ٤٥ ) هذا يوم الفصل..... > > ﴿ جَمَعْنَاكُمْ وَالاْوَّلِينَ ﴾ كلام موضح لقوله :﴿ هَاذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴾ لأنه إذا كان يوم الفصل بين السعداء والأشقياء وبين الأنبياء وأممهم. فلا بدّ من جمع الأولين والآخرين، حتى يقع ذلك الفصل بينهم ﴿ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ﴾ تقريع لهم على كيدهم لدين الله وذويه، وتسجيل عيهم بالعجز والاستكانة ﴿ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ ﴾ في موضع الحال من ضمير المتقين، في الظرف الذي هو في ظلال، أي : هم مستقرّون في ظلال، مقولا لهم ذلك.
! ٧ < ﴿ كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ > ٧ { < المرسلات :( ٤٦ ) كلوا وتمتعوا قليلا..... > >

__________


الصفحة التالية
Icon