موتاً، جعل اليقظة معاشاً، أي : حياة في قوله :﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ﴾ ( النبأ : ١١ )، أي : وقت معاش تستيقظون فيه وتتقلبون في حوائجكم ومكاسبكم. وقيل : السبات الراحة ﴿ لِبَاساً ﴾ يستركم عن العيون إذا أردتم هرباً من عدوّ، أو بياتاً له. أو إخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور. % ( وَكَمْ لِظَلاَمِ اللَّيْلِ عِنْدَكَ مِنْ يَد % تُخَبِّرُ أَنَّ المَانَوِيَّةَ تَكْذِبُ ) %
﴿ سَبْعاً ﴾ سبع سموات ﴿ شِدَاداً ﴾ جمع شديدة، يعني : محكمة قوية الخلق لا يؤثر فيها مرور الأزمان ﴿ وَهَّاجاً ﴾ متلألئا وقادراً، يعني : الشمس : وتوهجت النار : إذا تلمظت فتوهجت بضوئها وحرها. المعصرات : السحائب إذا أعصرت، أي : شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر، كقولك : أجز الزرع، إذا حان له أن يجز. ومنه : أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض. وقرأ عكرمة :( بالمعصرات )، وفيه وجهان : أن تراد الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب، وأن تراد السحائب ؛ لأنه إذا كان الإنزال منها فهو بها، كما تقول : أعطى من يده درهما، وأعطى بيده، وعن مجاهد : المعصرات الرياح ذوات الأعاصير. وعن الحسن وقتادة : هي السموات. وتأويله : أن الماء ينزل من السماء إلى السحاب، فكأنّ السموات يعصرن، أي : يحملن على العصر ويمكنّ منه. فإن قلت : فما وجه من قرأ. ﴿ مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ﴾ وفسرها بالرياح ذوات الأعاصير، والمطر لا ينزل من الرياح ؟ قلت : الرياح هي التي تنشىء السحاب وتدرّ أخلاقه فصحّ أن تجعل مبدأ للإنزال ؛ وقد جاء أنّ الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب، فإن صحّ ذلك فالإنزال منها ظاهر، فإن قلت : ذكر ابن كيسان أنه جعل المعصرات بمعنى المغيثات، والعاصر هو المغيث لا المعصر. يقال : عصره فاعتصر. قلت : وجهه أن يريد اللاتي أعصرن، أي حان أن تعصر، أي : تغيث ﴿ ثَجَّاجاً ﴾ منصباً بكثرة يقال : ثجه وثج نفسه وفي الحديث :( أفضل الحج : العجّ والثجّ ) أي رفع الصوت بالتلبية، وصب دماء الهدى. وكان ابن عباس مثجاً يسبل غرباً، يعني يثج الكلام ثجا في خطبته. وقرأ الأعرج :( ثجاجاً ) ومثاجج الماء : مصابه، والماء ينثجج في الوادي ﴿ حَبّاً وَنَبَاتاً ﴾ يريد ما