وهي قوله :﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَاهٍ غَيْرِى ﴾ ( القصص : ٢٨ )، وقيل : كان بين الكلمتين أربعون سنة. وقيل عشرون.
! ٧ < ﴿ أَءَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالاٌّ رْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعاً لَّكُمْ وَلاًّنْعَامِكُمْ ﴾ > ٧ !
< < النازعات :( ٢٧ ) أأنتم أشد خلقا..... > > الخطاب لمنكرى ا لبعث، يعني ﴿ أَءَنتُمْ ﴾ أصعب ﴿ خَلْقاً ﴾ وإنشاء ﴿ أَمِ السَّمَآءُ ﴾ ثم بين كيف خلقها فقال ﴿ بَنَاهَا ﴾ ثم بين البناء فقال ﴿ رَفَعَ سَمْكَهَا ﴾ أي جعل مقدار ذهابها في سمت العلو مديداً رفيعاً مسيرة خمسمائة عام ﴿ فَسَوَّاهَا ﴾ فعدلها مستوية ملساء، ليس فيها تفاوت ولا فطور. أو فتممها بما علم أنها تتم به وأصلحها، من قولك : سوى فلان أمر فلان. غطش الليل وأغطشه الله، كقولك : ظلم وأظلمه. ويقال أيضاً : أغطش الليل، كما يقال أظلم ﴿ وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ﴾ وأبرز ضوء شمسها، يدل عليه قوله تعالى :﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ ( الشمس : ١ )، يريد وضوئها. وقولهم : وقت الضحى، للوقت الذي تشرق فيه الشمس ويقوم سلطانها ؛ وأضيف الليل والشمس إلى السماء، لأن الليل ظلها والشمس هي السراج المثقب في جوها ﴿ مَاءهَا ﴾ عيونها المتفجرة بالماء ﴿ وَمَرْعَاهَا ﴾ ورعيها، وهو في الأصل موضع الرعى. ونصب الأرض والجبال بإضمار ( دحا ) و ( أرسى ) وهو الإضمار على شريطة التفسير. وقرأهما الحسن مرفوعين على الابتداء. فإن قلت : هلا أدخل حرف العطف على أخرج ؟ قلت : فيه وجهان، أحدهما : أن يكون معنى ﴿ دَحَاهَا ﴾ بسطها ومهدها للسكنى، ثم فسر التمهيد بما لا بدّ منه في تأتي سكناها، من تسوية أمر المأكل والمشرب ؛ وإمكان القرار عليها، والسكون بإخراج الماء والمرعى، وإرساء الجبال وإثباتها أوتادا لها حتى تستقر ويستقر عليها. والثاني : أن يكون ﴿ أَخْرَجَ ﴾ حالاً بإضمار ( قد ) كقوله :﴿ أَوْ * جَاءوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ﴾ ( النساء : ٩٠ ) وأراد بمرعاها : ما يأكل الناس والأنعام. واستعير الرعي للإنسان كما استعير الرتع في قوله :﴿ نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ ( يوسف : ١٢ ) وقرىء :( نرتع ) من الرعى ؛ ولهذا قيل : دلّ اللَّه سبحانه بذكر الماء والمرعى على عامة ما يرتفق به ويتمتع مما يخرج من الأرض حتى الملح،