} > ٧ !
يقال : صخّ لحديثه، مثل : أصاخ له، فوصفت النفخة بالصاخة مجازاً ؛ لأن الناس يصخون لها ﴿ جَآءَتِ ﴾ منهم لاشتغاله بما هو مدفوع إليه، ولعلمه أنهم لا يغنون عنه شيئاً ؛ وبدأ بالأخ، ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لأنهم أقرب وأحب ؛ كأنه قال : يفرّ من أخيه، بل من أبويه، بل من صاحبته وبنيه. وقيل : يفرّ منهم حذراً من مطالبتهم بالتبعات. يقول الأخ : لم تواسني بمالك. والأبوان : قصرت في برنا. والصاحبة : أطمعتني الحرام وفعلت وصنعت. والبنون : لم تعلمنا ولم ترشدنا، وقيل : أوّل من يفرّ من أخيه : هابيل ؛ ومن أبويه : إبراهيم ومن صاحبته : نوح ولوط ؛ ومن ابنه نوح ﴿ يُغْنِيهِ ﴾ يكفيه في الاهتمام به. وقرىء ( يعنيه ) أي يهمه ﴿ مِّنْهُمْ ﴾ مضيئة متهللة، من أسفر الصبح : إذا أضاء وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : من قيام الليل ؛ لما روي في الحديث :
( ١٢٦٩ ) ( من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ) وعن الضحاك : من آثار الوضوء. وقيل : من طول ما اغبرت في سبيل الله ﴿ وَوُجُوهٌ ﴾ غبار يعلوها ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ سواد كالدخان ؛ ولا ترى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه، كما ترى من وجوه الزنوج إذا اغبرت ؛ وكأن الله عز وجل يجمع إلى سواد وجوههم الغبرة، كما جمعوا الفجور إلى الكفر.
عن رسول الله ﷺ :
( ١٢٧٠ ) ( من قرأ سورة عبس وتولى جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر ).

__________


الصفحة التالية
Icon