حاصلاً في بعض الصور ؛ ومحله النصب على الحال إن علق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بعدلك، ويكون في ( أي ) معنى التعجب، أي فعدلك في صورة عجيبة، ثم قال : ما شاء ركبك. أي ركبك ما شاء من التراكيب، يعني تركيباً حسناً.
! ٧ < ﴿ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ > ٧ !
< < الإنفطار :( ٩ ) كلا بل تكذبون..... > > ﴿كَلاَّ ﴾ ارتدعوا عن الاغترار بكرم الله والتسلق به. وهو موجب الشكر والطاعة، إلى عكسهما الذي هو الكفر والمعصية. ثم قال :﴿ بَلْ تُكَذّبُونَ بِالدّينِ ﴾ أصلا وهو الجزاء. أو دين الإسلام. فلا تصدّقون ثواباً ولا عقاباً وهو شر من الطمع المنكر ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴾ تحقيق لما يكذبون به من الجزاء، يعني أنكم تكذبون بالجزاء والكاتبون يكتبون عليكم أعمالكم لتجازوا بها. وفي تعظيم الكتبة بالثناء عليهم : تعظيم لأمر الجزاء، وأنه عند الله من جلائل الأمور ؛ ولولا ذلك لما وكل بضبط ما يحاسب عليه، ويجازي به الملائكة الكرام الحفظة الكتبة. وفيه إنذار وتهويل وتشوير للعصاة ولطف للمؤمنين وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها قال : ما أشدّها من أية على الغافلين.
! ٧ < ﴿ إِنَّ الاٌّ بْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ ﴾ > ٧ !
< < الإنفطار :( ١٣ ) إن الأبرار لفي..... > > ﴿وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾ كقوله :﴿ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ﴾ ( المائدة : ٣٧ )، ويجوز أن يراد : يصلون النار يوم الدين وما يغيبون عنها قبل ذلك، يعني : في قبورهم، وقيل : أخبر الله في هذه السورة أنّ لابن آدم ثلاث حالات : حال الحياة التي يحفظ فيها عمله، وحال الآخرة التي يجازي فيها، وحال البرزخ وهو قوله :﴿ وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾.
! ٧ < ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالاٌّ مْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾ > ٧ !
< < الإنفطار :( ١٧ ) وما أدراك ما..... > > يعني أن أمر يوم الدين بحيث لا تدرك دراية دار كنهه في الهول والشدّة وكيفما تصورته فهو فوق ذلك وعلى أضعافه، والتكرير لزيادة التهويل، ثم أجمل القوم في وصفه فقال ﴿ يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً ﴾ أي لا تستطيع دفعاً عنها ولا نفعاً لها بوجه ولا أمر إلا لله وحده. من رفع فغلى البدل من يوم الدين، أو على : هو يوم لا تملك. ومن نصب فبإضمار يدانون ؛ لأنّ الدين يدل عليه. أو بإضمار أذكر. ويجوز أن يفتح

__________


الصفحة التالية
Icon