فينسى من الوحي ما يشاء ؛ ويترك محفوظاً ما يشاء.
! ٧ < ﴿ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الاٌّ شْقَى * الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا ﴾ > ٧ !
< < الأعلى :( ٨ ) ونيسرك لليسرى > > ﴿وَنُيَسّرُكَ لِلْيُسْرَى ﴾ معطوف على ﴿ سَنُقْرِئُكَ ﴾ وقوله :﴿ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾ اعتراض ومعناه : ونوفقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل، يعني : حفظ الوحي. وقيل للشريعة السمحة التي هي أيسر الشرائع وأسهلها مأخذاً. وقيل : نوفقك لعمل الجنة. فإن قلت : كان الرسول ﷺ مأموراً بالذكرى نفعت أو لم تنفع، فما معنى اشتراط النفع ؟ قلت : هو على وجهين، أحدهما : أنّ رسول الله ﷺ قد استفرغ مجهوده في تذكيرهم، وما كانوا يزيدون على زيادة الذكرى إلا عتوّاً وطغياناً، وكان النبي ﷺ يتلظى تحسرة وتلهفاً ويزداد جداً في تذكيرهم وحرصاً عليه، فقيل له :﴿ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ ( ق : ٤٥ )، ﴿ وَأَعْرِض * عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ﴾ ( الزخرف : ٨٩ )، ﴿ فَذَكّرْ إِن نَّفَعَتِ الذّكْرَى ﴾ وذلك بعد إلزام الجة بتكرير التذكير. والثاني : أن يكون ظاهره شرطاً، ومعناه ذمّا للمذكرين، وإخباراً عن حالهم، واستبعاداً لتأثير الذكرى فيهم، وتسجيلاً عليهم بالطبع على قلوبهم، كما تقول للواعظ : عظ المكاسين إن سمعوا منك. قاصداً بهذا الشرط استبعاد ذلك، وأنه لن يكون ﴿ سَيَذَّكَّرُ ﴾ فيقبل التذكرة وينتفع بها ﴿ مَن يَخْشَى ﴾ الله وسوء العاقبة، فينظر ويفكر حتى يقوده النظر إلى اتباع الحق : فأمّا هؤلاء فغير خاشين ولا ناظرين، فلا تأمل أن يقبلوا منك ﴿ وَيَتَجَنَّبُهَا ﴾ ويتجنب الذكرى ويتحاماها ﴿ الاٌّ شْقَى ﴾ الكافر ؛ لأنه أشقى من الفاسق. أو الذي هو أشقى الكفرة لتوغله في عداوة رسول الله ﷺ. وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة ﴿ النَّارَ الْكُبْرَى ﴾ السفلى من أطباق النار وقيل ﴿ الْكُبْرَى ﴾ نار جهنم. والصغرى نار الدنيا وقيل ﴿ ثُمَّ ﴾ لأنّ الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلى، فهو متراخ عنه في مراتب الشدّة والمعنى : لا يموت فيستريح، ولا يحيى حياة تنفعه.
! ٧ < { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا * وَالاٌّ خِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى

__________


الصفحة التالية
Icon