يقدر عليه أحد : هو أبو الأشد، وكان قوياً يبسط له الأديم العكاظي فيقوم عليه ويقول : من أزالني عنه فله كذا، فلا ينزع إلاّ قطعاً ويبقى موضع قدميه. وقيل : الوليد بن المغيرة ( لبدا ) قرىء بالضم والكسر : جمع لبدة ولبدة، وهو ما تلبد يريد الكثرة : وقرىء :( لبداً ) بضمتين : جمع لبود. ولبدا : بالتشديد جمع لا بدّ.
! ٧ < ﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ * فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ > ٧ !
< < البلد :( ٨ ) ألم نجعل له..... > > ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ﴾ يبصر بهما المرئيات ﴿ وَلِسَاناً ﴾ يترجم به عن ضمائره ﴿ وَشَفَتَيْنِ ﴾ يطبقهما على فيه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب والنفخ وغير ذلك ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ ﴾ أي : طريقي الخير والشر. وقيل : الثديين ﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ يعني : فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة : من فك الرقاب وإطعام اليتامى والمساكين، ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة، وأساس كل خير ؛ بل غمط النعم وكفر بالمنعم. والمعنى : أن الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق المرضي النافع عند الله، لا أن يهلك مالاً لبداً في الرياء والفخار، فيكون مثله ﴿ كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ﴾ ( آل عمران : ١١٧ ) الآية. فإن قلت : قلما تقع ( إلا ) الداخلة على الماضي إلاّ مكرره، ونحو قوله :% ( فَأَيُّ أَمْرٍ سَيِّىءٍ لاَ فَعَلَه ;
لا يكاد يقع، فما لها لم تكرر في الكلام الأفصح ؟ قلت : هي متكرّرة في المعنى ؛ لأن معنى ﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ فلا فكّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك. وقال الزجاج قوله :( ثم كان من الذين أمنوا ) يدل على معنى :﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾، ولا آمن. والاقتحام : الدخول والمجاوزة بشدّة ومشقة. والقحمة : الشدة، وجعل الصالحة : عقبة، وعملها : اقتحاماً لها، لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس. وعن الحسن : عقبة والله شديدة. مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدّوه الشيطان. وفكّ الرقبة : تخليصها من رق أو غيره. وفي الحديث :
( ١٣٠٣ ) أن رجلاً قال لرسول الله ﷺ : دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال :