الرحمة، وكانت عندهم الحكمة التي يميزون بها بين من هو حقيق بإيتاء النبوّة دون من لا تحق له ﴿ فَلْيَرْتَقُواْ * فِى * الاْسْبَابُ ﴾ فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها إلى العرش، حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم وملكوت الله، وينزلوا الوحي إلى من يختارون ويستصوبون، ثم خسأهم خساءة عن ذلك بقوله :﴿ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مّن الاْحَزَابِ ﴾ يريد : ما هم إلا جيش من الكفار المتحزبين على رسل الله، مهزوم مكسور عما قريب فلا تبال بما يقولون، ولا تكترث لما به يهزءون. و ( ما ) مزيدة، وفيها معنى الاستعظام، كما في قول امرىء القيس :% ( وَحَدِيثٌ مَا عَلَى قِصَرِهْ ;
إلا أنه على سبيل الهزء و ﴿ هُنَالِكَ ﴾ إشارة إلى حيث وضعوا فيه أنفسهم من الانتداب لمثل ذلك القول العظيم، من قولهم لمن ينتدب لأمر ليس من أهله : لست هنالك.
! ٧ < ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو الاٌّ وْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لأيْكَةِ أُوْلَائِكَ الاٌّ حْزَابُ * إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرٌّ سُلَ فَحَقَّ عِقَابِ * وَمَا يَنظُرُ هَاؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ١٢ - ١٥ ) كذبت قبلهم قوم..... > > ﴿ ذُو الاْوْتَادِ ﴾ أصله من ثبات البيت المطنب بأوتاد، قال :

__________


الصفحة التالية
Icon