> ١ ( سورة البيّنة ) ١ <
مكية، وقيل : مدنية، وآياتها ٨ ( نزلت بعد الطلاق )
بسم اللَّه الرحمان الرحيم
! ٧ < ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلَواةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَواةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَائِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَائِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ ﴾ > ٧ !
< < البينة :( ١ ) لم يكن الذين..... > > كان الكفار من الفريقين أهل الكتاب وعبدة الأصنام يقولون قبل مبعث النبي ﷺ : لا ننفك مما نحن عليه من ديننا ولا نتركه حتى يبعث النبي الموعود الذي هو مكتوب في التوراة والإنجيل، وهو محمد ﷺ، فحكى الله تعالى ما كانوا يقولونه ثم قال :﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ﴾ يعني أنهم كانوا يعدون اجتماع الكلمة والاتفاق على الحق : إذا جاءهم الرسول، ثم ما فرقهم عن الحق ولا أقرّهم على الكفر إلاّ مجيء الرسول ﷺ ؛ ونظيره في الكلام أن يقول الفقير الفاسق لمن يعظه : لست بمنفك مما أنا فيه حتى يرزقني الله الغنى، فيرزقه الله الغنى فيزداد فسقاً، فيقول واعظه : لم تكن منفكاً عن الفسق حتى توسر، وما غمست رأسك في الفسق إلاّ بعد اليسار : يذكره ما كان يقوله توبيخاً وإلزاماً. وانفكاك الشيء من الشيء. أن يزايله بعد التحامه به، كالعظم إذا انفك من مفصله ؛ والمعنى : أنهم متشبثون بدينهم ولا يتركونه إلاّ عند مجيء البينة. و ﴿ الْبَيّنَةُ ﴾ الحجة الواضحة. و ﴿ رَّسُولٍ ﴾ بدل من البينة. وفي قراءة عبد الله :( رسولا ) حالاً من البينة ﴿ صُحُفاً ﴾ قراطيس ﴿ مُّطَهَّرَةٍ ﴾ من الباطل ﴿ فِيهَا كُتُبٌ ﴾ مكتوبات ﴿ قَيّمَةٌ ﴾ مستقيمة ناطقة بالحق والعدل ؛ والمراد بتفرقهم : تفرقهم عن الحق وانقشاعهم عنه. أو تفرقهم فرقاً ؛ فمنهم من آمن، ومنهم من أنكر، وقال : ليس به ؛ ومنهم من عرف وعاند. فإن قلت : لم

__________


الصفحة التالية
Icon