فإن قلت : الملائكة عليهم السلام كيف صحّ منهم أن يخبروا عن أنفسهم بما لم يلتبسوا منه بقليل ولا كثير ولا هو من شأنهم ؟ قلت : هو تصوير للمسألة وفرض لها، فصوّروها في أنفسهم وكانوا في صورة الأناسي، كما تقول في تصوير المسائل : زيد له أربعون شاة، وعمر له أربعون، وأنت تشير إليهما، فخلطاها وحال عليه الحول، كم يجب فيها ؟ وما لزيد وعمرو سبد ولا لبد وتقول أيضاً في تصويرها : لي أربعون شاة وأربعون فخلطناها. ومالكما من الأربعين أربعة ولا ربعها. فإن قلت : ما وجه قراءة ابن مسعود :( ولي نعجة أنثى ) ؟ قلت : يقال لك امرأة أنثى للحسناء الجميلة. والمعنى : وصفها بالعرافة في لين الأنوثة وفتورها، وذلك أملح لها وأزيد في تكسرها وتثنيها. ألا ترى إلى وصفهم لها بالكسول والمكسال. وقوله :% ( فَتُورُ الْقِيَامِ قَطِيعُ الكَلاَمِ ;
وقوله :