للزهري : هل سمعت ما بلغنا ؟ قال : وما هو ؟ قال : بلغنا أن الخليفة لا يجري عليه القلم ولا تكتب عليه معصية. فقال : يا أمير المؤمنين، الخلفاء أفضل من الأنبياء ؟ ثم تلا هذه الآية.
! ٧ < ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالاٌّ رْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَالِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ٢٧ ) وما خلقنا السماء..... > > ﴿ بَاطِلاً ﴾ خلقاً باطلاً، لا لغرض صحيح وحكمة بالغة. أو مبطلين عابثين، كقوله تعالى :﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاواتِ وَالاْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقّ ﴾ ( الدخان : ٣٩ ) وتقديره : ذوي باطل أو عبثاً، فوضع باطلاً موضعه، كما وضعوا هنيئاً موضع المصدر، وهو صفة، أي : ما خلقناهما وما بينهما للعبث واللعب، ولكن للحق المبين، وهو أن خلقناها نفوساً أودعناها العقل والتمييز، ومنحناها التمكين، وأزحنا عللها ثم عرضناها للمنافع العظيمة بالتكليف، وأعددنا لها عاقبة وجزاء على حسب أعمالهم. و ﴿ ذَالِكَ ﴾ إشارة إلى خلقها باطلاً، والظنّ : بمعنى المظنون أي : خلقها للعبث لا للحكمة هو مظنون الذين كفروا. فإن قلت : إذا كانوا مقرّين بأن الله خالق السماوات والأرض وما بينهما بدليل قوله :﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالاْرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ ( لقمان : ٢٥ ) فبم جعلوا ظانين أنه خلقها للعبث لا للحكمة. قلت : لما كان إنكارهم للبعث والحساب والثواب والعقاب، مؤدياً إلى أن خلقها عبث وباطل، جعلوا كأنهم يظنون ذلك، ويقولونه، لأنّ الجزاء هو الذي سبقت إليه الحكمة في خلق العالم من رأسها، فمن جحده فقد جحد الحكمة من أصلها، ومن جحد الحكمة في خلق العالم فقد سفه الخالق، وظهر بذلك أنه لا يعرفه ولا يقدره حق قدره، فكان إقراره بكونه خالقاً كلا إقرار.
! ٧ < ﴿ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِى الاٌّ رْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ٢٨ ) أم نجعل الذين..... > > ﴿أَمْ ﴾ منقطعة. ومعنى الاستفهام فيها الإنكار، والمراد : أنه لو بطل الجزاء كما يقول الكافرون لاستوت عند الله أحوال من أصلح وأفسد، واتقى وفجر، ومن سوّى بينهم كان سفيهاً ولم يكن حكيماً.
! ٧ < ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُواْ ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الاٌّ لْبَابِ ﴾ > ٧ !
< < ص :( ٢٩ ) كتاب أنزلناه إليك..... > > وقرىء :( مباركاً ) وليتدبروا : على الأصل، ولتدبروا : على الخطاب. وتدبر

__________


الصفحة التالية
Icon