هذا نداء للمؤمنين.. لأن الآية الكريمة تبدأ: ﴿يَاأَيُّهَا الذين آمَنُواْ﴾.. نعرف أن الإيمان هنا هو سبب التكليف.. فالله لا يكلف كافرا أو غير مؤمن.. ولا يأمر بتكليف إلا لمن آمنوا.. فمادام العبد قد آمن فقد أصبحت مسئولية حركته في الحياة عند ربه.. ولذلك يوحي إليه بمنهج الحياة.. أما الكافر فلا يكلفه الله بشيء.
إذن قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الذين آمَنُواْ﴾.. أمر لمن آمن بالله ورضى به إلها ومشرعا.. قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الذين آمَنُواْ﴾.. نداء للمؤمنين وقوله: ﴿لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا﴾.. نهى.. وكأن راعنا كانت مقولة عندهم يريد الله أن ينهاهم عنها.. والإيمان يلزمهم أن يستمعوا إلى نهي الله.
ما معنى راعنا؟ نحن نقول في لغتنا الدارجة (راعينا).. يعني احفظنا وراقبنا وخذ بيدنا وكلها مأخوذة من مادة الرعاية والراعي. ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول:
«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»
وأصل المادة مأخوذة من راعي الغنم.. لأن راعي الغنم لابد أن يتجه بها إلى الأماكن التي فيها العشب والماء.. أي إلى أماكن الرعي.. وأن يكون حارسا عليها حتى لا تشرد واحد أو تضل فتفتك بها ذئاب الصحاري.. وأن يوفر لها الراحة حتى