إذن: هذه هباتٌ من فيض الحق سبحانه على عباده الصالحين، وهو سبحانه وتعالى يجعل مَثَل هؤلاء العباد كالصواري المنصوبة التي تهدي الناس، أو كالفنار الذي يهدي السفن في الظلمة.
ويقول الحق سبحانه: ﴿لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا﴾
والبُشرى: من البِِشْر والبشارة والتبشير، وكلها مأخوذة من البشرة، وهي الجلد؛ لأن أي انفعال في باطن النفس الإنسانية إنما ينضح على البشرة، فإذا جئت للإنسان بأمر سارٍّ تجد أثر هذا السرور على أساريره، وإن جئت للإنسان بخبر سيِّىء تجد الكدر وقد ظهر على بشرته، فالبشرة هي أول منفعل بالأحداث السارة أو المؤلمة.
وحين يقال: «بشرى» فهذا يعني كلاماً إذا سمعه السامع يظهر على بشرته إشراق وسرور؛ لأنه كلام مبشِّر بخير.
وحين «سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عن البشرى، قال:» إنها الرؤية الصالحة تُرى للمؤمن أو يراها «، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:» إنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة «.


الصفحة التالية
Icon