بِضرب فيه توهينٌ... وتخضيعٌ وإقرانُ
وطعْن كَفَمِ الزقِّ... غَدَا والزِّقُّ مَلآنُ
وفي الشرِّ نجاةٌ حي... ن لا يُنجيكَ إحسانُ
وبعضُ الحِلْمِ عند الجهْ... لِ للذِّلَّةِ إذعانُ
إذن: فالمناجرة بين نوح عليه السلام وقومه اقتضت التشديد، لعل بشريتهم تلين، ولعل جبروتهم يلين، ولعلهم يعلنون الإيمان بالله تعالى، ولكنهم لم يرتدعوا.
لذلك يقول الحق سبحانه على لسان نوح بعد ذلك: ﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ﴾
أي: إن توليتم عن دعوتي لعبادة الإله الحق، فأنا أدعوكم إلى مثيل لكم هو أنا، بل أدعوكم إلى من هو فوقي وفوقكم، فأنا لا أريد أن أستولي على السلطة الزمنية منكم، ولا أبحث عن جاهٍ، فالجاه كله لله تعالى.


الصفحة التالية
Icon