وقوله هنا: ﴿فانتظروا﴾ فيه تهديد، وقوله: ﴿إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ المنتظرين﴾ [يونس: ١٠٢] فيه بشارة؛ لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سينتظر هذا اليوم ليرى عذابهم، أما هو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فسوف يتحقق له النصر في هذا اليوم.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا والذين آمَنُواْ﴾
والحق سبحانه قد أنجْى مِنْ قَبْل رُسله ومَنْ أمنوا بهم، لتبقى معالم للحق والخير.
ومن ضمن معالم الخير والحق لا بد أن تظل معالم الشر، لأنه لولا مجيء الشر بالأحداث لتي تعَضُّ لناس لما استشرف الناس إلى الخير.
ونحن نقول دائماً: إن الألم الذي يصيب المريض هو جندي من جنود العافية؛ لأنه ينبه الإنسان إلى أن هناك خللاً يجب أن يبحث له عن تشخيص عند الطبيب، وأن يجد علاجاً له.
والألم يوجد في ساعات اليقظة والوعي، ولكنه يختفي في أثناء النوم، وفي النوع رَدْع ذاتيٌّ للألم.
وقول الحق سبحانه هنا:
﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا والذين آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ المؤمنين﴾ [يونس: ١٠٣].
هذا القول يقرر البقاء لعناصر الخير في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon