عليه السلام وشاهد بعده إلى نفس قوم موسى لا بد أن يقوده ذلك إلى الإيمان.
وقول الحق سبحانه:
﴿أولئك يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [هود: ١٧].
إشارة إلى من التفتوا إلى الأدلة: بينة، وشاهداً، وشاهداً من قبله.
ثم يقول الحق سبحانه:
﴿وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب فالنار مَوْعِدُهُ﴾ [هود: ١٧].
والكفر كما علمنا هو الستر، والكفر في ذاته دليل على الإيمان، فلا يفكر أحد بغير موجود.
فوجود المكفور به سابق على الكفر، والكفر طارىء عليه.
إذن: فالكفر طارىء على الإيمان؛ لأن الإيمان هو أصل الفطرة.
﴿وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب فالنار مَوْعِدُهُ﴾ [هود: ١٧].
وكلمة «أحزاب» جمع حزب. والحزب هو الجماعة الملتقية على مبدأ تتحمس لتنفيذه، مثل الأحزاب التي نراها في الحياة السياسية، وهي


الصفحة التالية
Icon