والحق سبحانه وتعالى يصنع للإنسان ابتلاءات في وسائل إدراكه؛ وجعل لكل وسيلة إدراك حدوداً، وشاء أن يأتي بالمتشابه ليختبر الإنسان، ويرى: ماذا يفعل المؤمن؟
وقوله الحق سبحانه: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله والراسخون فِي العلم..﴾ [آل عمران: ٧].
قد يُفْهم منه أنه عطف؛ بمعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله؛ وبالتالي سيُعلِّمون الناس ما ينتهون إليه من علم بالتأويل. ولكن تأويل الراسخين في العلم هو قولهم: ﴿كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا... ﴾ [آل عمران: ٧].
إذن: فنهاية تأويلهم: هو من عند ربنا، وقد آمنا به.
وجاء لنا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لِيَحُل لنا إشكال المُتَشابَه:
«ما تشابه منه فآمنوا به».