وهذا سؤال لأهل الذكر، مثلما نستدعي مهندساً ليصمم لنا بيتاً حين نشرع في بناء بيت، بعد أن نمتلك الإمكانات اللازمة لذلك.
وهكذا نرى أن علوم الحياة وحركتها أوسع من أن يتسع لها رأس؛ ولذلك وزَّع الله أسباب فضله على عباده، ليتكاملوا تكاملَ الاحتياج، لا تكامل التفضُّل، ويصير كل منهم مُلْتحماً بالآخرين غَصبْاً عنه.
وبعد ذلك يقول الحق سبحانه: ﴿إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً... ﴾.
وبالنسبة للقرآن نجد الحق سبحانه يقول: ﴿نَزَلَ بِهِ الروح الأمين﴾ [الشعراء: ١٩٣].
فنسب النزول مرة لجبريل كحامل للقرآن ليبلغ به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. ومرة يقول: ﴿نُزِّلَ... ﴾ [محمد: ٢]، والنزول في هذه الحالة منسوب لله وجبريل والملائكة.
أما قول الحق سبحانه: ﴿أُنْزِلَ... ﴾ [البقرة: ٩١]، فهو القول الذي يعني أن القرآن قد تعدى كونه مَكْنوناً في اللوح المحفوظ ليباشر مهمته في الوجود ببعث رسول الله صلى الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.