الله على العرش؛ فنحن نُنزِّه الله عن كل استواء يناسب البشر، ونقول: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ... ﴾ [الشورى: ١١]
واستواؤه هو تمام الأمر له، لأن أمره صادر، وعند تحقيق أمره في توقيته المراد له يكون تمام الأمر، وتمام الأمر استواؤه، أما كلمة» العرش «فنحن نجدها في القرآن بالنسبة لله.
إما مُضَافاً لاسم ظاهر: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ... ﴾ [الحاقة: ١٧]
وإما مُضَافاً للضمير المخاطب أو الغائب: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء... ﴾ [هود: ٧]
وإما مضافاً للتنسيب: ﴿... فَسُبْحَانَ الله رَبِّ العرش عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: ٧]
ويقول الحق سبحانه في نفس الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها: ﴿وَسَخَّرَ الشمس والقمر.
..﴾ [الرعد: ٢]
والتسخير هو طلب المُسخِّر أن يكون كما أراده تسخيراً، بحيث لا تكون له رغبة، ولا رَأْي، ولا هَوَى، والتسخير ضِدُّه الاختيار.
والكائن المُسخَّر لا اختيارَ له، أما الكائن الذي له اختيار فهو إنْ شاء فعل، وإنْ شاء لم يفعل.