منه، وهو لن يستطيع أن ينزلَ إلى مستوى البشرية ليأخذوا منه؛ ولذلك شاء الحق سبحانه أن يرسل الرسول من جنس البشر.
وهكذا أبطل الحق سبحانه حُجّتهم في عدم الإيمان بالرسول؛ لأنه لم يأْتِ من جنس الملائكة؛ وأبطل حُجّتهم في طلبهم أن ينزل مع الرسول ملائكة؛ لِيُؤيّدوه في صِدْق بلاغه عن الله.
ولذلك يقول الحق سبحانه من بعد ذلك: ﴿مَا نُنَزِّلُ الملائكة إِلاَّ بالحق... ﴾
وهكذا يُعلِّمنا الحق سبحانه أنه لا يُنزّل الملائكة إلا بمشيئة حكمته سبحانه، ولو نزل الملَك كما طلبوا لمساعدة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في البلاغ عن الله، فالملَك إما أن يكون على هيئة البشر؛ فلن يستطيعوا تمييز المَلَك من البشر، وإما أن يكون على هيئة الملك، فلا يستطيع البشر أنْ يروْه؛ وإلاَّ هلكوا.
ذلك أن البشر لا تستطيع تحمُّل التواصل مع القوة التي أودعها الله في الملائكة.
والحق سبحانه هو القائل: ﴿... وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمر ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ﴾ [الأنعام: ٨]


الصفحة التالية
Icon