ولكن لا تُبذِّر في الأمور الأخرى، فالنهي هنا لا يعود إلى الإيتاء، بل إلى الأمور التافهة التي يُنفَق فيها المال في غير ضرورة.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿إِنَّ المبذرين كانوا إِخْوَانَ الشياطين... ﴾.
كلمة (أخ) تُجمع على إخْوة وإخْوان..
وإخوة: تدلّ على أُخوّة النسب، كما في قوله تعالى: ﴿وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ..﴾ [يوسف: ٥٨]
وتدل أيضاً على أخوة الخير والورع والتقوى، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ..﴾ [الحجرات: ١٠]
ومنها قوله تعالى عن السيدة مريم: ﴿ياأخت هَارُونَ..﴾ [مريم: ٢٨]
والمقصود: هارون أخو موسى عليهما السلام وبينهما زمن طويل يقارب أحد عشر جيلاً، ومع ذلك سماهما القرآن إخوة أي أخوّة الورع والتقوى.
أما: إخوان: فتدل على أن قوماً اجتمعوا على مبدأ واحد، خيراً كان أو شراً، فتدلّ على الاجتماع في الخير، كما في قوله تعالى: