وَيَا ضَارِباً بِعَصَاهُ الحَجَر ضربْتَ العَصَا أَمْ ضربْتَ الحجَر؟
وضَرْب المثل يكون لإثارة الانتباه والإحساس، فيُخرجك من حالة إلى أخرى، كذلك المثَل: الشيء الغامض الذي لا تفهمه ولا تعيه، فيضرب الحق سبحانه له مثلاً يُوضِّحه ويُنبِّهك إليه؛ لذلك قال: ﴿واضرب لهُمْ مَّثَلاً..﴾ [الكهف: ٣٢] وسبق أن أوضحنا أن الأمثال كلام من كلام العرب، يردُ في معنى من المعاني، ثم يشيع على الألسنة، فيصير مثلاً سائراً، كما نقول: جود حاتم، وتقابل أي جَوّاد فتناديه: يا حاتم، فلما اشتهر حاتم بالجود أُطلِقَتْ عليه هذه الصفة. وعمرو بن معد اشتُهِر بالشجاعة والإقدام، وإياس اشتُهِر بالذكاء، وأحنف بن قيس اشتهر بالحلم. لذلك قال أبو تمام في مدح الخليفة:
إِقْدامُ عَمْروٍ في سَمَاحَةِ حَاتِم في حِلْمِ أحنَفَ فِي ذَكَاءِ إياس
فأراد خصوم أبي تمام أن يُحقِّروا قوله، وأن يُسقِطوه من عين الخليفة، فقالوا له: إن الخليفة فوق مَنْ وصفتَ، وكيف تُشبّه الخليفة بهؤلاء وفي جيشه ألفٌ كعمرو، وفي خُزَّانه ألف كحاتم فكيف تشبهه بأجلاف العرب؟ كما قال أحدهم:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
وَشبَّهه المدّاحُ في البَاسِ والغِنَى بمَنْ لَوْ رآهُ كانَ أَصْغر خَادِمٍ
فَفِي جيْشِه خَمْسُونَ أَلْفاً كعنْترٍ وَفي خُزَّانِه ألْفُ حَاتِمِ