لها فرصة واحدة يتم بعدها الفراق؛ لذلك في الحديث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «رحمنا الله، ورحم أخي موسى لو صبر لعرفنا الكثير».
فهذه هي الثالثة، وليس لموسى عذر بعد ذلك.
ومعنى: ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾ [الكهف: ٧٦] أي: قد فعلت معي كل ما يمكن فعله، وليس لي عُذْر بعد ذلك.
ثم يقول سبحانه: ﴿فانطلقا حتى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ... ﴾.
استطعم: أي طلب الطعام، وطلَبُ الطعام هو أصدق أنواع السؤال، فلا يسأل الطعام إلا جائع محتاج، فلو سأل مالاً لقلنا: إنه يدخره، إنما الطعام لا يعترض عليه أحد، ومنْعُ الطعام عن سائله دليل بُخْل ولُؤْم متأصل في الطباع، وهذا ما حدث من أهل هذه القرية التي مَرّا بها وطلبَا الطعام فمنعوهما.
والمتأمل في الآية يجد أن أسلوب القرآن يُصوّر مدى بُخْل هؤلاء القوم ولُؤْمهم وسُوء طباعهم، فلم يقُلْ مثلاً: فأبوا أن يطعموهما،