تعتمد على المسبِّب سبحانه الذي أنزل لها الرُّطَب مُسْتوياً ناضجاً، وهل استطاعت مريم أنْ تهزَّ الجذع الكبير اليابس؟
إنها مجرد إشارة إليه تدلُّ على امتثال الأمر، والله تعالى يتولى إنزال الطعام لها، وقد صَوَّر الشاعر هذا الموقف بقوله:
أَلَمْ تَرَ أنَّ الله قَالَ لمرْيَم | وَهُزِّي إليك الجذْعَ يَسَّاقَط الرُّطبْ |
وَإنْ شَاءَ أعطَاهَا ومِنْ غير هَزَّة | ولكن كُلّ شَيءٍ لَهُ سَبَبْ |
وقوله: ﴿تُسَاقِطْ عَلَيْكِ﴾ [مريم: ٢٥] فيه دليل على استجابة الجماد وانفعاله، وإلا فالبلحة لم تخرج عن طَوْع أمها، إذن: فقد ألقتْها طواعيةً واستجابة حين تَمَّ نضجها.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿فَكُلِي واشربي وَقَرِّي﴾
ونلحظ هنا أن الحق تبارك وتعالى عند إيجاد القُوت لمريم جاء بالماء أولاً، فقال: ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً﴾ [مريم: ٢٤]، ثم أتى بالطعام فقال: ﴿وهزى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النخلة تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً﴾ [مريم: ٢٥] لأن الماء أوْلى من الطعام في احتياج الإنسان، أما عند