مكاناً عالياً في السماء، رِفْعه معنوية، أو رِفْعة حِسّية، خُذْها كما شئتَ، لكن إياك أنْ تجادل: كيف رفعه؟ لأن الرِّفْعة من الله تعالى، والذي خلقه هو الذي رفعه.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿أولئك الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم﴾
قوله تعالى: ﴿أولئك﴾ [مريم: ٥٨] أي: الذين تقدَّموا وسبق الحديث عنهم من الأنبياء والرسل ﴿مِن ذُرِّيَّةِءَادَمَ﴾ [مريم: ٥٨] أي: مباشرة مثل إدريس عليه السلام ﴿وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ [مريم: ٥٨] الذين جاءوا بعد إدريس مباشرة ﴿وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ [مريم: ٥٨] أي: الذين جاءوا بعد نوح.
وقد انقسموا إلى فرعين من ذرية إبراهيم.
الأول: فرع إسحق الذي جاء منه جمهرة النبوة، بداية من يعقوب، ثم يوسف، ثم موسى وهارون، ثم داود وسليمان، ثم زكريا ويحيى، ثم ذو الكفل، ثم أيوب، ثم النون.
والفرع الآخر: فرع إسماعيل عليه السلام الذي جاء منه جماع جواهر النبوة، وهو محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.


الصفحة التالية
Icon