فتكون (طه) اسماً من أسماء الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خاصة، وأن بعدها: ﴿مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرآن لتشقى﴾ [طه: ٢].
لكن تلاحظ هنا مفارقة، حيث نطق الطاء والهاء بدون الهمزة، مع أنها حروف مقطعة مثل الف لام ميم، لكن لم ينطق الحرف كاملاً، لأنهم كانوا يستثقلون الهَمْز فيُخَفِّفونها، كما في ذئب يقولون: ذيب وفي بئر، يقولون: بير. وهذا النطق يُرجح القول بأنها اسم من أسماء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
وسبق أنْ أوضحنا أن فواتح السور بالحروف المقطّعة تختلف عن باقي آيات القرآن، فكُلُّ آيات القرآن من بدايته لنهايته بُنيَتْ على الوَصْل، وإنْ كان لك أن تقف؛ لذلك فكل المصاحف تُبنَى على الوَصْل في الآيات وفي السور، فتنطق آخر السورة على الوصل ببسم الله الرحمن الرحيم في السورة التي بعدها.
تقول: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً﴾ [مريم: ٩٨] (بسم الله الرحمن الرحيم) حتى في آخر سور القرآن ونهايته تقول: ﴿مِنَ الجنة والناس﴾ [الناس: ٦] (بسم الله الرحمن الرحيم) مع أنها آخر كلمة في القرآن، وماذا سيقول بعدها؟ لكنها جاءت على الوَصْل إشارة إلى أن القرآن موصولٌ أوَّله بآخره، لا ينعزل بعضه عن بعض، فإياك أن تجفوَهُ، أو تظن أنك أنهيته؛ لأن نهايته موصولة ببدايته؛ فنقرأ ﴿مِنَ الجنة والناس﴾ ﴿بِسمِ الله الرحمن الرَّحِيمِ﴾ الحمدُ للهِ رب العالمين....


الصفحة التالية
Icon