وقوله: ﴿والسلام على مَنِ اتبع الهدى﴾ [طه: ٤٧] وهذه ليست تحية؛ لأنك تُحيي مَنْ كان مُتبعاً للهدى، وتدعو له بالسلام، فإنْ لم يكُنْ كذلك فهي نهاية للكلام.
لذلك كان يكتبها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في كتبه إلى المقوقس عظيم القبط، وإلى هرقل عظيم الروم، يقول: «اسلم تسلم، يؤتِكَ الله أجرك مرتين، فإنْ توليت فإنما عليك إثم الأريسيين والسلام على مَنِ اتبع الهدى».
قال موسى وهارون لفرعون: ﴿إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ﴾
فأعطاه هنا القضية النهائية: جاءنا في الوحي أن مَنْ كذّب وتولّى فله العذاب، ومعنى ﴿أُوحِيَ إِلَيْنَآ﴾ [طه: ٤٨] أي: من ربك.
فلما سمع فرعون هذه المقولة أحب أنْ يدخل معهما في متاهات يشغلهم بها، ويطيل الجدل ليُرتِّب أفكاره، وينظر ما يقول: ﴿قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا ياموسى﴾