إيماناً بالله وبرسوله. والإيمان هو الينبوع الذي يصدر عنه السُّلوك البشري، وهذا يقتضي أن تسمع كلامه وتُنفِّذ أوامره، وتجتنب نواهيه، وهذا هو المراد بقوله ﴿وَعَمِلَ صَالِحَاً﴾ [طه: ٨٢].
لكن، أليس العمل الصالح هداية؟ فلماذا قال بعدها ﴿ثُمَّ اهتدى﴾ [طه: ٨٢] قالوا: لأن الهداية أنْ تستمر على هذا العمل الصالح، وأنْ تستزيدَ منه، كما قال تعالى: ﴿والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى﴾ [محمد: ١٧].
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ... ﴾
نقول: ما أعجلك؟ يعني: ما أسرع بك؟ لماذا جئتَ قبل موعدك؟ وكان موسى عليه السلام على موعد مع ربه عَزَّ وَجَلَّ ليتلقى عنه المنهج، والمفروض في هذا اللقاء أنْ يأتيَ معه مجموعة