أو: يهتدون إلى أن للنجوم علاقة بحياة الإنسان الحيِّ، وقديماً كانوا يقولون: فلان هَوَى نَجْمه، كأن لكل واحد منا نجماً في السماء له علاقة ما به، وهذه يعرفها بعض المختصين، وربما اهتدوا من خلالها إلى شيء، شريطة أن يكونوا صادقين أمناء لا يخدعون خَلْق الله.
ويُؤيِّد هذا قوله تعالى: ﴿فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة: ٧٥ - ٧٦] أي: لو كنتم على معرفة بها لعلمتُم أن للنجوم دوراً كبيراً وعظيماً في الخَلْق.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿وَجَعَلْنَا السمآء سَقْفاً... ﴾.
سمَّي السماء سقفاً؛ لأن السماء كل ما علاَك فأظلّك، وفرْقٌ بين سقف من صنع البشر يعتمد على أعمدة ودعائم.. الخ، وسقف من صُنْع الخالق العظيم، سقف يغطي الأرض كلها ومحفوظ بلا أعمدة، سقف مَسْتوٍ لا نتوءَ ولا فتور.
والسماء أخذتْ دوراً تكوينياً خصَّها الله به كما خَصَّ آدم عليه السلام، فالخَلْق جميعاً خُلِقوا بكُنْ من أب وأم، أمّا آدم فقد خُلق خلقاً مباشراً بيد الله سبحانه، لذلك قال تعالى: ﴿قَالَ ياإبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ... ﴾ [ص: ٧٥] وهذا شرف كبير لآدم.
وكذلك قال في خَلْق السماء: ﴿والسمآء بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ... ﴾ [الذاريات: ٤٧].