والنضر بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، ونُبيه بن الحجاج.
لقد ذهب هؤلاء إلى سيدنا محمد رسول الله يقولون: «نحن وفد قومك إليك، جئنا لنقدِّم المعذرة حتى لا يلومنا أحد بعد ذلك، فإنْ كنتَ تريد مالاً جمعنا لك الأموال، وإنْ كنتَ تريد شرفاً سوَّدناك علينا، وإن كنت تريد مُلْكاً ملّكناك علينا».
وفَرْق بين المال والشرف: المال أن يكون الإنسان غنياً، لكن ربما لا شرفَ له، ولا مكانةَ بين الناس، وهناك مَنْ له شرف وسيادة، وليس له مال.
ونلحظ أنهم ارتقوْا في مساومة رسول الله من المال إلى الشرف والسيادة، ثم إلى الملْك. فماذا كان موقفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؟ كان موقفه هو الموقف الذي مهَّد الله له به، حينما عرض عليه جبريل عليه السلام أن يجعل الله له جبال مكة ذهباً، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «بل أشبع يوماً فأشكر، وأجوع ثلاثة أيام فأتضرع».