قالوا: لأنهم تنبَّهوا إلى أنه سيسلبهم القيادة، وكانوا في المدينة أهل علم، وأهل كتاب، وأهل بصر، وأهل حروب.. ألخ. وليلةَ هاجر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إلى المدينة كانوا يستعدون لتتويج عبد الله بن أُبيٍّ ملِكاً عليها، فلما جاءها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أفسد عليهم هذه المسألة؛ لذلك حسدوه على هذه المكانة، فقد أخذ منهم السُّلْطة الزمنية والتي كانت لهم.
وقال ﴿عُلَمَاءُ بني إِسْرَائِيلَ﴾ [الشعراء: ١٩٧] لأنهم كانوا يعرفون صِدْق رسول الله، ولأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جاء بأشياء لا يعرفها إلا هم، وقد اشتهر منهم خمسة، هم: عبد الله بن سلام، وأسد، وأسيد، وثعلبة، وابن يامين.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ على بَعْضِ﴾
لقد أنزلنا القرآن بلسان عربي على أمة عربية، ولو أنزلناه على الأعاجم ما فهموه.
وقال الحق وسبحانه وتعالى في موضع آخر: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُءَاْعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ والذين لاَ يُؤْمِنُونَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أولئك يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: ٤٤].