| حُفاةً عُراةً ما اغتذَوْا خُبْز مَلَّة | ولاَ عَرِفُوا للبُرِّ مُذْ خُلِقُوا طَعْما |
| رَأى شَبَحاً وَسْط الظَّلام فَرَاعَه | فلمَّا رأى ضَيْفا تَشمَّر واهْتَما |
| فَقالَ ابنُه لما رَآهُ بحيْرةٍ | أيَا أبَتِ أذْبحْني ويَسِّر لَهُ طُعْما |
| وَلاَ تعتذر بالعُدْم على الذي طَرا | يظنُّ لَنَا مالاً فَيُوسِعُنا ذَمّا |
| فَبَيْنَا هُما عَنَّتْ على البُعْد عَانَةٌ | قَدِ انتظمتْ من خَلْفِ مِسْحلها نَظْما |
| عِطَاشاً تريد الماءَ فانسابَ نحوها | عَلى أنَّه مِنْها إلى دَمِها أظْمَا |
| فَأمْهلَها حتَّى تروَّتْ عِطَاشُها | وأرسلَ فِيهَا مِنْ كِنَانتِه سَهْما |
| فخرَّتْ نَحْوصٌ ذَات جحش سمينةً | قَد اكتنزتْ لَحْماً وقد طبّقَتْ شَحْما |
| فَيَا بشْرَهُ إذْ جرَّهَا نحو قَومِه | ويَا بشْرهُمْ لما رأوْا كَلْمها يَدْمَا |
| وَبَاَتُوا كِراماً قَدْ قَضَوْا حَقَّ ضَيْفهِمْ | ومَا غَرمُوا غُرْماً وقَدْ غَنموا غُنْما |
| وَباتَ أبُوهم من بَشَاشتِه أباً | لِضَيْفهِمُ والأم مِنْ بِشرها أُمَّا |
وفي مرة، اجتمع عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اثنان من الشعراء: الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم فقال أحدهم عبارتين في مدح أحد الحاضرين بأنه سيد القبيلة. فغضب الممدوح ورأى أن هذا