موسى عليه السلام اعترف بذنبه واستغفر ربه، فقال: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغفر لِي فَغَفَرَ لَهُ﴾ [القصص: ١٦].
ولا كلامَ لاحد بعد مغفرة الله عَزَّ وَجَلَّ للمذنب؛ لأنه بعد أنْ ظلم ﴿ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سواء﴾ [النمل: ١١] يعني: عمل عملاً حسناً بعد الذنب الذي ارتكبه ﴿فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النمل: ١١].
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾
هذه آية أخرى ومعجزة جديدة، قال عنها في موضع آخر: ﴿اسلك يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾ [القصص: ٣٢].
فما الفرق بين: أَدْخِل يدك، واسْلُك يدك؟ قالوا: لأنه ساعة يُدخِل يده في جيبه يعني: في فتحة القميص، إنْ كانت فتحة القميص مفتوحة أدخل يده بسهولة فيُسمّى (إدخال).
فإن كانت مغلقة (فيها أزرار مثلاً) احتاج أنْ يسلك يده يعني: يُدخلها برفق ويُوسِّع لها مكاناً، نقول: سلك الشيء يعني: أدخله بلُطْف ورِفْق، ومنه السلك الرفيع حين تُدخِله في شيء.
وساعةَ نسمع كلمة الجيب نجد أن لها معنىً عرفياً بين الناس، ومعنى لُغوياً: فمعناها في اللغة فتحة القميص العليا، والتي تكون للرقبة، وهي في المعنى العُرْفي فتحة بداخل الثوب يضع فيها