وقد دخل هذه القصة بعض الإسرائيليات، منها أن سليمان عليه السلام جعل الصرح على هذه الصورة لتكشف بلقيس عن ساقيها؛ لأنه بلغه أنها مُشْعِرة الساقين، وإلى غير هذا من الافتراءات التي لا تليق بمقام النبوة.
ثم يأتي بنا الحق سبحانه إلى نبي آخر في موكب الأنبياء: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إلى ثَمُودَ﴾
مرَّتْ بنا قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قومه ثمود في سورة الشعراء، وأُعيد ذكرها هنا؛ لأن القرآن يقصُّ على رسول الله من موكب الأنبياء ما يُثبِّت به فؤاده، كلّما تعرض لأحداث تُزلزل الفؤاد، يعطيه الله النَّجْم من القرآن بما يناسب الظروف التي يمرُّ بها، وهذا ليس تكراراً للأحداث، إنما توزيع للقطات، بحيث إذا تجمعتْ تكاملتْ في بناء القصة.
وقوله سبحانه ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً﴾ [النمل: ٤٥] لا بُدَّ أنه أرسل بشيء ما هو؟ ﴿أَنِ اعبدوا الله﴾ [النمل: ٤٥] لذلك سُمِّيت (أنْ) التفسيرية، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَآ إلى أُمِّ موسى﴾ [القصص: ٧] ماذا؟ ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ [القصص: ٧].
وقد يأتي التفسير بجملة، كما في: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشيطان﴾ [