الألوان تريك الأركان). أي: أَرِ معدتك ألوان الطعام وأصنافه، تريك الأركان الخالية فيها.
لذلك تجد رائحة رَوَث الحيوان أقلّ كراهية من رائحة فضلات الإنسان؛ لأنها تأكل بالغريزة التي خلقها الله فيها، ونحن نأكل بالشهوة، وبلا نظام نلتزم به.
وقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرْسِلُ الرياح بُشْرَاً﴾ [النمل: ٦٣] اي: مُبشِّرات بالمطر ﴿بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ [النمل: ٦٣] والمطر مظهر من مظاهر رحمة الله ﴿أإله مَّعَ الله﴾ [النمل: ٦٣] أي: لا إله إلا الله يهديكم في ظلمات البر والبحر، ولا إله إلا الله يرسل الرياح تبشركم بالمطر ﴿تَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [النمل: ٦٣] تنزَّه أن يكون له في كَوْنه شريك.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿أَمَّن يَبْدَأُ الخلق﴾
مسألة الخَلْق هذه لا يستطيعون إنكارها، وقد سألهم الله ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله﴾ [الزخرف: ٨٧].
وفي موضع آخر: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله﴾ [لقمان: ٢٥].
لأنهم لا يملَكون إنكارها، وإنْ أنكروها فالردّ جاهز: على مَنْ خلق أولاً أن يُرينا شيئاً جديداً من خَلْقه.
ومعنى ﴿يَبْدَأُ الخلق﴾ [النمل: ٦٤] يعني: الخلْق الأول من العدم ﴿ثُمَّ يُعيدُهُ﴾ [النمل: ٦٤] لأن الذي خلقنا من عدم كتب علينا الموت، وأخبرنا


الصفحة التالية
Icon