بل أعجب من هذا، نجد أن آخر سورة الناس مبنيٌّ على الوصل بأول الفاتحة، فنقول: (... مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ بسْم اللهِ الرحْمَنِ الرَّحيم الْحَمدُ لله رَبِّ العَالمين).
فالقرآن إذن موصول، لا انقطاعَ فيه. فلماذا بُنيت الحروف المقطعة في أوائل السور على الوقْف، لماذا لا نقول: ألفٌ لامٌ ميمٌ؟ قالوا: لأن الله تعالى لم يشأ أنْ يجعلها كلمة واحدة، فجاءت على القطع، ويؤنسنا قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» فنريد وننتظر من يدركه الله ليكون من المحسنين، ويدلُّنا على ما في هذه الحروف من سِرٍّ يُوقف عنده، ولا يُوصل بغيره.
قال الحق سبحانه: ﴿غُلِبَتِ... ﴾.
كلمة ﴿غُلِبَتِ... ﴾ [الروم:] تدل على وجود معركة غلب فريقٌ،


الصفحة التالية
Icon