الصِّديق، وإليه يرجع الفضل في إنقاذ دين الله من فتنة كادت تذهب به.
إذن: فاجعلوا من اختيار الله لرسوله صلى الله لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُرجِّحاً، فيأخذ منكم جميع الآراء، ويستشيركم، ثم ينفذ هو ما يراه مناسباً.
وهنا فَرْق بين الكافرين والمنافقين، ولدينا بعض المصطلحات التي ينبغي أن نكون على علم بمدلولها: الإيمان والكفر والنفاق والجحد.
الإيمان: الإنسان منا له قلب يحمل النوايا، وله قالب يعبر عنها، كما قال الشاعر:
إنَّ الكَلاَم لَفِي الفُؤادِ وإنَّمَا | جُعِلَ اللسَانُ عَلَى الفُؤادِ دَليلاً |
لذلك قلنا: إن الكافر منطقي مع نفسه؛ لأنه نطق بما في قلبه، لكنه غير منطقي مع الحق لأنه جحده بقلبه وجحده بلسانه، فليس عنده اختلاف بين القلب واللسان.
أما النفاق فهو أنْ يعتقد القلب الكفر ويضمره، ويعلن اللسان كلمة الإيمان، فالمنافق يخالف لسانُه قلبَه، فهو غير منطقي لا مع الحق ولا مع نفسه؛ لذلك كان المنافق في الدَّرْك الأسفل من النار، لأنه أشرُّ من الكافر.
لذلك لما طلب سيدنا رسول الله من القوم أنْ يقولوا: لا إله إلا الله قالتها القلة المؤمنة، وامتنعت الكثرة الكافرة، لماذا؟ لأنهم