مِنْ أَمْرِهِمْ... } [الأحزاب: ٣٦]
ثم تأتي الآيات لتوضح للناس: لستم أحنَّ على زيد من محمد، لأن محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أوْلى بالمؤمنين جميعاً من أنفسهم، لا بزيد وحده.
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ... ﴾.
فالمعنى: إذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَوْلَى بالمؤمنين جميعاً من أنفسهم فما بالكم بزيد؟ إذن: لستُم أحنَّ على زيد من الله، ولا من رسول الله، وإذا كنتم تنظرون إلى الوسام الذي نُزِع من زيد حين صار زبد ابن حارثة بعد أنْ كان زيدَ بن محمد.
فلماذا تُغمضون أعينكم عن فضل أعظم، ناله زيد من الله تعالى حين ذُكِر اسمه صراحة في قرآنه وكتابه العزيز الذي يُتْلَى ويُتعبَّد بتلاوته إلى يوم القيامة، فأيُّ وسام أعظم من هذا؟ فقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا قضى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا... ﴾ [الأحزاب: ٣٧] قَوْل خالد يَخلُد معه ذِكْر زيد، وهكذا عوَّض الله زيداً عما فاته من تغيير اسمه.
وقوله تعالى: ﴿النبي أولى بالمؤمنين مِنْ أَنْفُسِهِمْ..﴾ [الأحزاب: ٦] ما المراد بهذه الأولوية من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؟