كريم، إنما الكريم هو الرازق سبحانه، فلماذا وصف الرزق بأنه كريم؟
قالوا: فَرْق بين الرزق في الدنيا والرزق في الآخرة، الرزق في الدنيا له أسباب، فالسبب هو الرازق من ولد أو والٍ أو أجير أو تاجر.. إلخ فالذي يجري لك الرزق على يديه هو الذي يُوصف بالكرم، أما في الآخرة فالرزق يأتيك بلا أسباب، فناسب أنْ يُوصف هو نفسه بأنه كريم، ثم فيها ملحظ آخر: إذا كان الرزق يوصف بالكرم، فما بال الرازق الحقيقي سبحانه؟
ثم يقول الحق سبحانه: ﴿يانسآء النبي لَسْتُنَّ... ﴾.
كلمة (أحد) تُستخدم في اللغة عدة استخدامات، فنقول مثلاً في العدد: أحد عشر إنْ كان المعدودُ مذكراً، وإحدى عشرة إن كان المعدود مؤنثاً، أما في حالة النفي فلا تُستعمل إلا بصيغة واحدة (أحد)، وتدل على المفرد والمثنى والجمع، وعلى المذكر والمؤنث، فتقول: ما عندي أحد، لا رجلٌ ولا امرأة ولا رجلان ولا امرأتان، ولا رجال ولا نساء، لذلك جاء قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤].
وقوله سبحانه: ﴿لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النسآء... ﴾ [الأحزاب: ٣٢] هذه خصوصية لهن؛ لأن الأشياء تمثل أجناساً وتحت الجنس النوع،


الصفحة التالية
Icon