فُرُوجَهُمْ والحافظات والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: ٣٥].
وتلحظ في هذه الآية أيضاً ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب: ٣٣] أنها تتحدث عن النساء، لكنها تراعي مسألة سَتْر المرأة فتعود إلى ضمير الذكور ﴿لِيُذْهِبَ عَنكُمُ... ﴾ [الأحزاب: ٣٣] ولم تقُلْ عنكُنَّ، كذلك في ﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب: ٣٣] ويصحّ أنه يريد أهلَ البيت جميعاً رجالاً ونساءً.
قوله تعالى ﴿واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ... ﴾ [الأحزاب: ٣٤] أي: نساء النبي ﴿مِنْ آيَاتِ الله... ﴾ [الأحزاب: ٣٤] أي: آيات القرآن الكريم ﴿والحكمة... ﴾ [الأحزاب: ٣٤] أي: حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، أو: أن عطف الحكمة على آيات الله من عطف الصفة على الموصوف، لكن القول الأول أَوْلَى ما دام أن الأمر فيه سعة.
ومعنى ﴿واذكرن... ﴾ [الأحزاب: ٣٤] قلنا: إن الذكْر استحضار واستدعاء معلومة من حاشية الشعور إلى بؤرة الشعور، والمعنى: استحضر ذِكْر الله واجعلْه على بالك دائماً؛ لذلك قال تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ... ﴾ [العنكبوت: ٤٥] أي: أكبر من أيِّ عبادة؛ لأن العبادات كما ذكرنا تحتاج إلى استعداد، وإلى وقت، وإلى مشقة، وإلى تفرُّغ وعدم مشغولية.
أمَّا ذكر الله فهو يجري على لسانك في أيِّ وقت، وبدون استعداد


الصفحة التالية
Icon