لا يمكن لهم أن يراعوا حقوقه كما يجب أن تُراعى، فلا بد أن تفلت منهم أشياء، وهو سبحانه وتعالى يعلم ذلك؛ لأنه خالقهم، فأمرهم جلت حكمته أن يستغفروه؛ ليكفروا عن سيئاتهم.
﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فاذكروا الله كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً... ﴾
ونعرف أن «قضى» تأتي بمعان متعددة، والعمدة في هذه المعاني فصل الأمر بالحكمة، قد يُفصل الأمر بحكمة لأنه فرغ منه أداء ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ﴾ أي إذا فرغتم من مناسككم، هذه واحدة. وقد يكون لأنك فصلت الأمر بخبر يقين مثل قوله الحق: ﴿وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٢٣]
وقد يكون «قضى» بمعنى حكم حكما لازماً كما تقول: قضى القاضي. إذن فكلها تدور حول معنى: فصل بحكمة. ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فاذكروا الله﴾. أي إذا فرغتم من مناسككم، والمناسك هي الأماكن لعبادة ما، فعرفات مكان للموقف، و «مزدلفة» مكان للمشعر الحرام يبيت فيه الحجاج. و «منى» منسك للمبيت أيضا، إذن كل مكان فيه عبادة يُسمى «منسكا».
وقوله سبحانه: ﴿فاذكروا الله﴾ أي فلا يزال ذكر الله دائما وارداً في الآيات، كأنك


الصفحة التالية
Icon