وهذه مسألة لم تخرج عن ملك الله، لماذا؟ لأن السماوات والأرض وما فيهن ملك لله: قيل أراد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد أن خضّب المشركون وجهه بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم - أراد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ أن يدعو عليهم فنهاه الله لعلمه - سبحانه - أن فيهم من يؤمن وأنزل قوله تعالى: ﴿وَللَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
وبما أننا نتحدث عن ملامح في غزوة أحد أريد أن أقول: «جبل أًُحدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه» ؛ لأننا سمعنا بعض العارفين بالله حين تذكر كلمة «أحد» قال: أحد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - فتعجب القوم لقول الشيخ عبد الله الزيدان الذي قال ذلك، فما رأى عجبهم قال لهم: ألم يخاطبه رسول الله بقوله: «اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»، ألم يقل فيه رسول الله: «أحد جبل يحبنا ونحبه» أتريدون أحسن من ذلك في الصحبة! قل: أحد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
وقلنا سابقاً: إنك إذا وقف عقلك في حاجة فلا تأخذها بمقاييسك أنت، بل خذها بالمقاييس الأعلى. ونحن نقول هذا الكلام لأن العلم الآن يجري ويسعى سعياً حثيثا مسرعاً حول استخراج بعض أسرار الله في الكون، فبين لنا أن الحيوانات لها لغات تتفاهم بها ويحاولون الآن أن يضعوا قاموسا للغة الأسماك. والحق سبحانه وتعالى ذكر لنا حكاية النملة مع سليمان - عليه السلام - فقال:


الصفحة التالية
Icon