وأصحابه فقال له أبو سفيان: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله، ولم يزل بهم حتى ثنى أبا سفيان ومن معه فولوا وجوههم إلى مكة خائفين مسرعين، وقد ذهب رسول الله إلى حمراء الأسد فلم يجد أحداً فعسكر رسول الله ثلاثة أيام هناك، ومعنى ذلك أنهم هم الذين فروا من المعركة. إذن فأنتم الأعلون، ولكن لا حظوا الشرط ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾. ثم بعد ذلك يُسَلّى الله المؤمنين فيقول: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القوم قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس... ﴾
وقد تكلمنا - من قبل - عن «المس» وهو: إصابة بدون حس.. أي لمس لكنك لا تحس بحرارة أو نعومة مثلا، إنما «اللمس» هو أن تحس في الشيء حرارة أو نعومة ويحتاج إلى الالتصاق المؤقت، إنما «المس» هو ما لا تكاد تدرك به شيئاً، «والقَرْح» هو: الجراح، وفي لغة أخرى تقول «القُرح» - بضم القاف - وأقول: القٌرح وهو الألم الناشئ من الجراح، كي يكون لفظ معنى.
وأنت قد ترى بعض الألفاظ فتظن أن معناها واحد في الجملة، إلا أن لكل معنى منها ملحظاً، أنت تسمع مثلاً: رأى، ونظر، ولمح، ورمق، ورنا. كل هذه تدل على البصر. لكن لكل لفظ له معنى:
رمق: رأى بمؤخر عينيه، ولمح: أي شاهد من بعد، ورنا: نظر بإطالة، وهكذا.


الصفحة التالية
Icon