﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ... ﴾.
هنا يؤكد الحق الأمر بأن ابتعدوا عن اليتامى. فاليتيم مظنة أن يظلم لضعفه، وبخاصة إذا كان أنثى. إن الظلم بعامة محرم فى غير اليتامى، ولكن الظلم مع الضعيفة كبير، فهي لا تقدر أن تدفع عن نفسها، فالبالغة الرشيدة من النساء قد تستطيع أن تدفع الظلم عن نفسها. وقوله الحق: ﴿وإن خفتم ألا تقسطوا﴾ من «أقسط» أي عدل، والقسط من الألفاظ التى تختلط الأذهان فيها، و «القسط» مرة يطلق ويراد به «العدل» إذا كان مكسور القاف، ولذلك يأتى الحق سبحانه فيقول: ﴿شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ والملائكة وَأُوْلُواْ العلم قَآئِمَاً بالقسط لاَ إله إِلاَّ هُوَ العزيز الحكيم﴾ وهكذا نعرف أن كلمة «قسط» تأتى مرة للعدل ومرة للجور.
ف «قسط» «يقسط» «قسطا» و «قسوطا» أي ظلم بفتح القاف فى «قسط» وضمها فى «قُسوط».
والقسط بكسر القاف هو العدل. والقسط بفتح القاف - كما قلنا - هو الظلم وهناك مصدر ثان هو «قسوط» لكن الفعل الواحد، وعندما يقول الحق: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ﴾ من أقسط. أي خفتم من عدم العدل وهو الظلم. وهناك فى اللغة ما نسميه همزة الإزالة، وهي همزة تدخل على الفعل فتزيله، مثال ذلك: فلان عتب على فلان، أي لامه على تصرف ما، ويقال لمن تلقى العتاب عندما يرد


الصفحة التالية
Icon