تذهب إلى منزلك أرجو أن ترسل لي الصك» ثم سبق قضاء الله، وقال أهل الميت: «إن الصك عندنا» واحتكموا إلى القضاء ليأخذوا الدّين. هنا يحكم القضاء بضرورة تسديد الدين مرة أخرى، لكن حكم الدّين في ذلك يختلف، فالرجل قد سدد الدين ولا يصح أبدا أن يأخذ الورثة الدّين مرة أخرى إذا علموا أن مورثهم حصل على دينه.
وذلك يقول لنا الحق: ﴿والله عَلِيمٌ حَلِيم﴾ حتى نفرق بين الديانة وبين القضاء. والحق يقول لنا: إنه ﴿حَلِيم﴾ فإياك أن تغتر بأن واحدا حدث منه ذلك، ولم ينتقم الله منه في الدنيا، فعدم انتقام الله منه في الدنيا لا يدل على أنه تصرف حلالا، لكن هذا حلم من الله وإمهال وإرجاء ولكنّ هناك عقابا في الآخرة.
وبعد بيان هذه الأمور يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ الله... ﴾.
الأحكام المتقدمة والأمور السابقة كلها حدود الله، وحين يحدّ الله حدودا.. أي يمنع أن يلتبس حق بحق، أو أن يلتبس حق بباطل؛ فهو الذي يضع الحدود وهو الذي فصل حقوقا عن حقوق.
ونحن عندما نقوم بفصل حقوق عن حقوق في البيوت والأراضي فنحن نضع حدودا واضحة، ومعنى «حد» أي فاصل بين حقين بحيث لا يأخذ أحد ما ليس له